إنّه لمن دواعي الغبطة والإستبشار أن تمتدّ يد أحدنا لتقديم العون إلى غيره ، وأن تجنّد كل الوسائل لإنشاء جسور التواصل بين البشر دون استثناء ، كلٌّ حسب طاقته ، ووفقا لدرجة الإمكانية التي تتيحها القيم المشتركة عند أقصى اتساع دائرتها أو أدناها .
والسعادة الحقة كامنة في المبادرة ، يفوز بها من يقوم بها ، ويحرص على إبرازها لتنجلي للكل ، دافعه الوحيد إيمان عميق بنصيب محتوم من المسؤولية الفردية التي يتوجب على كل أحد القيام بها بنفسه وإلاّ فإنها ستبقى في طيّ العدم إلى الأبد .
إنها إذن رسالة تاريخية مقدّرة منذ أن أوجد الله تعالى الإنسان على هذه الأرض ، وسواء أدرك الناس تنفيذها أم جهلوه ، أو كتب لأحد الإنتفاع بها أم أُنجِزت ثمّ طُوِيَت ولم تقض بها أيّ حاجة ،فإنها آكدة الفعل ، لأنها مرادة لذاتها بصفتها عنوان كمال ، وشاهد ثقة على إثبات الإنتماء إلى فريق يصدق على المنتسبين إليه تعريف الإنسانية بأسمى معانيها .
من هذا المنطلق ، وبهذه العقيدة والعزم ، وضعت ـ بعون الله تعالى ـ هذه المجموعة من المنتديات ، هي ثمرة عمل متواضع ، وجهد مخلص ، ورأيت بمقتضى اجتهادي أنها جزء من الواجب المذكور أسديه خدمة لبني ديني وجلدتي ، وأنها الصيغة التي تتوافق مع طبيعتي ومكتسباتي ، والوجه الذي أحسنه أكثر والذي سيتيح لنشاطي أقصى مردودية ، راجيا من المولى عزّ وجلّ انتشار نفعه على أوسع نطاق ، وأن يكون جذوةَ خيرٍ توقظ غافلين ، وتضيف نفثة حماس لمن وضع قدما على سبيل الإصلاح .
وكما يتوجب حسن النية في العطاء ، فإن حسنها عند التلقي لا يقلّ وجوبا ، وإن أعظم من شكر النعمة أثناء تقديمها ، شكرها عند تسلمها ، وهي كذلك مرادة لذاتها لأنها رشحةٌ تنبئ عن حالة الدخائل ، ورجعٌ لترقٍّ أو تردٍّ للكوامن . فلسنا إذن ننشده لسمعة ، لأننا لا نطلب الراحة في قرع الأكف ، أو زفير الإعجاب ، أو رضى المجاملات والملاطفات ، لكنها طوية بيضاء توطن حب الخير بحناياها ، فلا تصبو إلاّ إليه، ولا تقبل بما هو دونه
نريد أن نكون كلنا على نفس طول الموجة ، وأن نقتات من نفس الصنف المغذي ، وأن نوحد مقامات كسورنا حتى نختزلها في أعداد صحيحة كاملة ، فنكوِّن أنفسنا بأنفسنا لأنفسنا ولغيرنا ، كي يتمّ الواجب والمتعة معاَ .
وفيما يلي مجموعة من الإلتماسات وضعتها لإخواننا الزوار ، وأخواتنا الزائرات ، لنذكرهم بما لا يجهلون ، ونزيد من وضوح خط الموقع المنتهج ، وسياسة واضعه في إدارته ، وكلي ثقة من أنكم ستكونون عند حسن الظن ، تعطون المثل ، وتأسرون الألباب .